-A +A
مازن عبدالله الشاعر Mazenalshaer95@
أبدع الخالق سبحانه في تكوين مضغة بصلاحها يصلح سائر الجسد، وبفسادها يفسد سائر الجسد، بل يتعلق بها صلاح وفساد سائر شؤون الدنيا والآخرة ألا وهي «القلب».

يظن الكثير أن العقل هو مركز الإدراك والتوجيه، لكن الحقيقة أن العقل جندي يتلقى الأوامر ممن يدير الكواليس ويتخذ القرارات ويرسم الخطط ويصدر التوجيهات ويتحكم في السلوكيات في حياة الإنسان وهو «القلب» الذي يصل بقدراته إلى ما يفوق كل التوقعات، فهو يسمع ويرى ويوجه ويدرك ويحفظ المعلومات ويتحكم في التفكير ويبني الروابط الخفية بينه وبين غيره ويحلل البيانات بطريقة معقدة يعجز عنها أحدث التقنيات والأجهزة الرقمية.


وجاء ما يؤكد ذلك كله في ٢٥ موضعاً في القرآن الكريم، و ٤١ موضعاً في السنة النبوية، وكلها نصوص شرعية تجعل التفكير يتعمق بعظمة القلب ومكانته، وأن الخالق المبدع في تكوين هذه «المضغة» هو أولى وأحق من يتعلق القلب به ويكون سبحانه من له أعظم وأهم وأكرم وأعز مكانة في القلب.

«القلب» محل التقوى، والمتحكم بالإحسان، والباعث على حسن الظن، وموضع عقد النوايا والأفكار، والآمر بالمعروف والطاعات والناهي عن المنكر واتباع الشهوات، وسبب قبول الأعمال وإجابة الدعوات، ومحور النجاح وتحقيق الأحلام، وقائد الجوارح.. فأي إبداع وعظمة جعلها الرحمن في هذه «المضغة» التي لها أعمال خفية وظاهرة وتكوين معقد.. فتبارك الله أحسن الخالقين.